كاريكاتير يعبر عن ترك أهالي القابون لمصيرهم دون قادتهمعندما نشرت إحدى الوكالات الإخبارية، الصورة الكاريكاتيرية التي تظهر فيها امرأة كُتب عليها "القابون" وهي تقول عبارة "يا وحدنا"، في آذار من العام الجاري، توارد لأذهان الجميع بأن القابون كغيرها من مناطق محيط العاصمة تُركت لتواجه مصيرها وحدها. إلا أنه إن أردنا فهم الصورة بمنظور آخر، فيمكننا فهم بأن أهالي ومقاتلي الحي تركوا ليواجهوا مصيرهم دونما "القادة" الذين فضلوا التجارة على حماية بلدهم.
خرج ليحضر مؤازرة ولم يعد
في تموز من عام 2012 شهد حي القابون ثاني معاركه ضد قوات النظام، حينما حاولت الأخيرة اقتحام الحي.
أحمد المدني والملقب بـ "أبو صالح"، أحد مؤسسي كتيبة البدر، أولى كتائب الثوار في الحي، خرج منه في اليوم الثاني من المعركة التي دامت أسبوعاً، باتجاه مدينة عربين في الغوطة الشرقية، بحجة طلب المؤازرة من مقاتلي الغوطة. لكنه بقي هناك قرابة أربعة أشهر، ليخرج منها في الشهر الخامس إلى تركيا، عبر طريق "العتيبة"، بحجة الخروج لإحضار شحنة من الأسلحة إلى ثوار الحي والغوطة الشرقية من القلمون بعد الإعلان عن تشكيل لواء "جيش المسلمين" والذي كان من مؤسسيه أيضاً.
السلاح وصل فعلاً، إلا أنه قام ببيعه كله داخل المستودعات في بلدة "باب الهوى" في إدلب، والذي كان أحد المشترين وقتها "جمال معروف". ثمن تلك الأسلحة تجاوز 100 مليون ليرة سورية في ذلك الوقت.
يقيم "أبو صالح" في منطقة الفاتح في القسم الأوروبي لمدينة إسطنبول التركية، بعدما انتقل إليها من ولاية بورصة حيث كان يمتلك هناك super market ضخم في منطقة مصطفى كمال باشا من الولاية نفسها، قام بتسليمه والانتقال إلى الفاتح حيث تدير زوجته اليوم مدرستين للسوريين، قام بافتتاحهما مؤخراً، إحداها في منطقة الفاتح.
إضافة إلى قيام "أبو حاتم"، أحد قياديي اللواء الثامن التابع لجيش الإسلام، والذي كان عاملاً في القابون، وهو أحد أشقاء أحمد، بتحويل مبلغ قدره 130 ألف دولار إلى الأخير، عقب تهجير الحي.
(صورة متداولة لـ أحمد المدني داخل مستودعات السلاح في باب الهوى قبل أعوام)
النفق الذي تولى إدارته من جانب القابون، اللواء الأول، والذي كان يقع مدخله داخل فيلا اتخذها "أبو محسن صالحية" مقراً له، وهو صاحب الصورة الشهيرة التي كان عنوانها "أمثالكم تقتل الثورات وتهجر البلاد"، وهو قائد كتيبة شهداء الصالحية التابعة للواء الأول.
أبو محسن، رأى في النفق مصدر رزق كبير مكنه من جني مبالغ طائلة، إضافة الى حصوله على حصته من مبلغ 650 ألف دولار، وصلت للواء الأول خلال الحملة الأخيرة التي شنتها قوات النظام على القابون وتشرين. حيث كان المبلغ دعماً قدم للواء ليكون من القائمين على معركة دمشق التي خرج لبدئها، حينها، 6000 مقاتل من الغوطة باتجاه برزة، والتي كان "أبو محسن" ذاته، سبباً في إفشالها بتخابره مع النظام وتجييشه للمدنيين ضد ثوار الغوطة، حسب الكثير من الشهادات.
تلك المبالغ مكنت "أبو محسن" من افتتاح مطعم في اسنيورت، إحدى ضواحي اسطنبول الأوروبية، عقب تهجير مقاتلي حيي القابون وبرزة، حيث قرر أبو محسن حينها الخروج مع من خرجوا باتجاه الشمال السوري ومن ثم السفر إلى تركيا على عكس معظم قيادات اللواء الأول.
وبلغت تكلفة افتتاح المطعم أكثر من 100 ألف دولار، حيث أُطلق على المطعم اسم "بوابة دمشق"، إضافة إلى شرائه سيارة بقيمة 50 ألف ليرة تركية، ودراجة نارية بقيمة 1000 دولار، كما قال مصدر خاص لـ "اقتصاد".
وأكد المصدر أيضاً قيام أبو محسن في الأيام القليلة الماضية بالاحتيال على أحد شركائه في المطعم المدعو "حسان هاشم"، الملقب بـ "النسر"، قائد قطاع برزة في حركة أحرار الشام، بمبلغ قدره 20 ألف دولار، وبيع السيارة ومغادرة المدينة إلى وجهة مجهولة.
كل يعود إلى أصلهلم تقف قصص النهب والمتاجرة بدماء الأهالي عند اللواء الأول، بل تعدتها إلى عناصر من أحرار الشام وجيش الإسلام، وحتى بعض "الإعلاميين" المحسوبين على الثورة.
لؤي جوعانة الملقب "أبو راشد الحوت"، قائد قطاع القابون لدى حركة "أحرار الشام" الإسلامية، الذي كان يعمل ميكانيكياً للسيارات قبل الثورة، سافر إلى تركيا عقب التهجير. ليقوم فور وصوله بافتتاح ورشة صيانة سيارات (ميكانيك) في أكبر المناطق الصناعية في مدينة اسنيورت أيضاً.
وكلف افتتاح الورشة مبلغاً تفاوتت قيمته بين 50 ألف و200 ألف ليرة تركية، حسبما أفاد شريك "أبو راشد"، والذي تحفظ المصدر عن ذكر اسمه. عدا عن تكاليف المعدات. إضافة إلى قيامه بشراء سيارة من نوع (رينو) مؤخراً، بقيمة تزيد عن 3500 دولار.
إلا أن عقاب "أبو راشد" كان وخيماً على أيدي اثنين من أبناء القابون، قاموا بالدخول إلى ورشته، وضربه ضرباً مبرحاً، تسبب بإبعاده أسبوعاً كاملاً عن العمل.
(لافتة لورشة صيانة السيارات التي افتتحها أبو راشد في تركيا)
فيما فضّل العديد من قيادات القابون الاعتماد على الأعمال الحرة عقب السفر إلى تركيا. على سبيل المثال "ياسين الحلبوني"، والملقب "بارودة"، وهو الذراع الأيمن لقائد اللواء السابع عشر لدى جيش الإسلام في الحي، يقيم اليوم أيضاً في اسنيورت، ويعتمد في حياته على تجارة الحشيش والمخدرات، إضافة إلى شرائه سيارة ودراجة نارية فور وصوله بتكلفة زادت عن 3500 دولار.
يُذكر بأن "إبراهيم الطواشي" – (أبو حمزة)، والمعروف باسم "أبو حلا"، مؤسس اللواء الأول في دمشق، يقيم اليوم في هولندا، إحدى دول الاتحاد الأوروبي، عقب عزله من غرفة الموك منتصف عام 2015، حيث كان يقيم عقب عزله في الأردن.
مواضيع ذات صلة
- الشاعر إبراهيم الصمادي عمليات نصب وإحتيال وتشبيح بالوثائق...
- تشبيح ابراهيم الصمادي بالدفاع عن نزار الحراكي
- سفارة عناصر الإئتلاف ! سفارةٌ بسفير أم دكانٌ ببائع ؟
- سفارة عناصر الإئتلاف في الدوحة ! جُعِلَت لخدمة السوريين أم منصة لحرب المناصب وتمرير المصالح ؟ السفير "نزار الحراكي" يبدأ. ’’اتفاق ادلب لن يتم وإني بذلك زعيم’’ نقلاََ عن أحد المفاوضين الإيرانيين ! "العريضي" يُكمِل و"الملوحي" يُفَنِّد "فيديو"
- الإستقالة الجماعية لموظفي السفارة السورية في الدوحة !!! 9/29/2013
- ج 2 - سفارة عناصر الإئتلاف في الدوحة مستنقع للإخونجية أم دكانة شخصية ؟ أ."محمد السمان" يحدثكم
- مدرسة الائتلاف بالدوحة لنشر التعليم أم فرع لارهاب المغتربين
- الائتلاف ومتسلقي حوران في خندق واحد لتدمير الثورة
- ضمن سلسلة تعرف على مفاوضيك من هو جمال سليمان نائب رئيس وفد المفاوضات
- 6000 آجار ندوة مدرسة سفارة الإئتلاف لمن تذهب ؟ لجيوبهم أم لوزارة التربية القطرية كما زعموا ؟ "فيديو"
- المفاوضة العتيدة هنادي أبو عرب نائب رئيس الوفد الشهيرة بأم الخير تفاوض عن أطفالنا بينما شردت أطفالها وملف فساد حافل
- حرب المناصب وإقصاء من يقترب من الكرسي !! "حاتم خطيب" يكمل ماسبق
- ماهو دور د."زكوان بعاج" في امتداد سرطان "مراسل القصر الجمهوري" داخل اتحاد التنسيقيات "حاتم خطيب" يروي لكم
- "أنس العجمي" عميل أم أبله ؟!؟ من يظن حل القضية في المنطقة بدون اسرائيل فهو واهم ويضرب لها التحية مع التعظيم "فيديو"
- وثيقة تُكَذِّب إدعاءات د."موسى أبو ضاهر" وتُثبِّت تجاوزات وإهانات "معتز شقلب" لـ د."عروبة" داخل تنسيقية اسطنبول
- "معتز شقلب" - حرب التنسيقيات مع التهديدات المبطنة لأعضائها وتلميع عناصر قذرة داخل الإئتلاف
- الجزء الثالث اتحاد تنسيقيات الثورة لتوحيد النشاط الثوري أم لإبتزاز نشطاء حمص في الداخل من قبل "معتز شقلب" ؟
- "معتز شقلب" من ناقل رسائل "القصر الجمهوري" لثوار حمص إلى سكرتير عام لتنسيقيات الثورة "فيديو"
- استغلال الإعلاميين وإبتزاز أُسر المعتقلين من قبل "وسيم سعد الدين" بإسم مكتب "نذير الحكيم" مع التهديد ... "فيديو"
0 تعليقات على " تعرف على مشاريعهم في تركيا.. قادة من حي القابون، أصبحوا أثرياء باسم الثورة "
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.