الاثنين، 20 أغسطس 2018

جرثومة الثورة الثنائي " عماد الدين الرشيد وبدر جاسوس "

عماد الدين الرشيد وبدر جاسوس
بقلم : محمد عبد الدايم

كان فايز سارة يحب أن يناديه بدر جاسوس بدلا من جاموس ، عندما كان الجربا رئيسا للائتلاف وبدر أمينا عاما ، وتكرار استعمال كلمة جاسوس بدل جاموس كان مقصودا من قبل فايز الخبير جدا بهذه القضية ، والذي له تجربة شخصية غنية في هذا الموضوع . لكن فايز لم يكن يعمل جاسوسا حبا بالنظام ، فهو يكرهه ، لكن يحاول اتقاء شره بهذه الطريقة، وقد سجنه النظام عدة مرات عقابا على نواياه ، بالرغم من تعاونه معه ( فعلاقته بالنظام تشبه العلاقة بين المثليين اللذان لا يتمتعان معا بذات الوقت )  بينما علاقة بدر به علاقة عضوية ( زواج كاثوليكي لا ينفصل إلا بالموت ، علاقة فيها متعة الفاعل والمفعول فيه معا).
ابن دمشق يعرف كيف تكونت بلدة التل في ريف دمشق من الطفار المطلوبين للعدالة والتجنيد أيام العثمانيين الذين كانوا يختبئون في حي الشاغور البراني ، ثم يفرون منه لحرش حرستا عند خوف المداهمات ، حيث يحظون هناك بالملاذ الآمن ، وعندما تُسيّر الحملات العسكرية لحرستا يفرون منها لمغر وادي التل ، فهي منطقة جبلية عسيرة ومحصنة، بعكس بلدة عين منين الزراعية الخصبة والتي تختلف جذريا عن التل، و بعد استقلال سوريا اضطر معظم عائلاتها للعمل في مهن أخرى ، أهمها أعمال البناء ونحت الحجارة ، أو دخول الجيش والأمن ومؤسسات الدولة ، وقد عمل البناؤون التليّون المهرة في بناء المستوطنات في فلسطين قبل عام 1948 ، ثم انتقلوا منها للعمل في دول الخليج ، وهذا هو سبب غنى بعضهم ( عرنوس ) ، والتعصب الديني بالتل هو بديل طبيعي عن ضعف بنيتها القبلية والبطريركية التقليدية ، الناجمة عن كونها تجمع اعتباطي لفارين هجروا مجتمعهم الأهلي، ويفتقروا للضوابط ولسلطة القانون ، فلا يجعل السلام ممكنا بينهم من دون الالتزام الحرفي بسلطة رجل الشريعة وهذا ما جعل الكثير من شبابها يلتحقون بالطليعة المقاتلة لتنظيم الإخوان في الثمانينات ، ومنهم والد نجيب الغضبان الذي فر لأمريكا، ومنهم من التحق بالجيش ووصل لرتب عالية مؤيدا للتيار الناصري أيام الوحدة ( الجراح ) ومنهم من التحق بحزب البعث ووصل لمراتب عالية كعبد الله الأحمر ومصطفى ميرو .
في التل يحبون تسمية العائلات بأسماء الحيوانات ( جاموس سمور سنجاب ، وكذلك الألوان أحمر بني أسود ... أما اسم جاسوس فهو اسم أطلقه فايز كنسب لبدر يرمز لانتمائه لعائلة الجواسيس التي لا تربطها رابطة الدم بل رابطة المنافع والخدمات مع النظام ومخابراته ...  ولد بدر في التل عام 1968 وتربى كصبي لاتحاد شبيبة الثورة ثم عضو في حزب البعث العربي الاشتراكي ، ليهبط كمظلي في دورته الشبيبية لدعم معدله بالبكالوريا ب 25 علامة تمنح لكل الشبيبيين الذين ينهون دورة تدريب على الهبوط المظلي ، سميت باسم المازة خليل التي شنقها حبل المظلة ، لكنه مع ذلك لم يوفق بدخول فرع في الجامعة ، فلجأ لعبد الله الأحمر الذي توسط لإرساله في بعثة على نفقة الحزب للدول الاشتراكية لدراسة طب الأسنان في الاتحاد السوفييتي يومها ، وتم قبوله في جامعة مولدوفا، قبل أن تستقل جزئيا عن روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي رغما عنها ، لأنها تقع بين أوكرانيا ورومانيا، هناك حصل بدر على شهادته في الطب بزجاجات الفودكا وبناطيل الجينز التي كانت كفيلة باعطائه علامة النجاح في كل مادة ، لذلك لم يعمل بها إطلاقا ، لأن الشهادة المحصلة من تلك الدول لا تساوي قيمة حبرها، بل عمل هناك في البزنس في مولدوفا التي تحولت من الشيوعية للرأسمالية المافيوية ، بعد أن جندته صبايا الكي جي بي المخابرات الروسية هناك كعادتها مع الطلاب الأجانب ، وهكذا صار بدر رفيقا قوة 2 ، أي رفيقا مربعا (عالقوس تربيع )  رفيقا سوريا وروسيا معا ، وجاسوسا عالقوس تربيع أيضا ... وهذا ما يسر له البقاء في مولدوفا مع تكرار زياراته لسوريا، وهكذا وبعد خدماته الكبيرة لمخابرات تلك الدولتين سهلوا له تأسيس جامعة وهمية هناك ، وكذلك اعطاء شهادات علمية مزورة للمسؤولين وأصحاب الذوات في سوريا ليتباهوا بها ، ولغيرهم من النصابين والمحتالين في سوريا، ونصب أيضا علي عدد من الطلاب الذين أوهمهم أنهم يدرسون فعلا عن بعد ، وحصل من ذلك ثروة كبيرة ، ثم عين نتيجة خدماته الجليلة قنصلا فخريا للنظام السوري في مولدوفا عام 2001، واستمر بهذه الصفة مدة عشر سنوات قبل أن يفاجئ الجميع باعلان انشقاقه بعد الثورة، ودخول المجلس الوطني ضمن كتلة عماد الرشيد ، ثم الائتلاف الذي صار أمينه العام ..... ليظهر مؤخرا في صورة تذكارية مع لافروف ضمن وفد الائتلاف يضحكون ضحكة الأصدقاء القدماء الذين نجحوا في عملهم المشترك ... وبين هذا وذاك سنعرض فيما بعد لمرحلة مشاركته بالثورة . بعد أن نعرج على صديقه ومعلمه د. عماد الدين الرشيد .
عماد الدين الرشيد مواليد فيق القنيطرة 1965 نزح وهو رضيع مع أهله في حزيران عام 67 وسكنوا في مخيم بالقرب من دمشق ، وكبقية المخيمات فإن النازحين يفقدون بنيتهم الأهلية ومصادر رزقهم ، ويميلون بشكل طبيعي للتوظف في أجهزة الدولة التي تستوعب أصحاب الشهادات في وظائفها العليا ، وأنصاف المتعلمين كعمال ومستخدمين في المدارس والأمن ، ومع ذلك بقي أغلب سكان المخيمات يعانون من فقر وتهميش شديد جعلهم يشاركون في الثورة بضراوة جوبهت بعنف هائل من النظام  ... فالغالبية الكبرى من النازحين دفعوا ثمنا باهظا بنتيجة الثورة بينما حصد القلة المنتفعون حصادا جما من ورائها ومن بينهم عماد الدين .
حصل عماد على البكالوريا عام  1983 وبدرجات قليلة ، لكن في ذلك العام وبعد الأحداث والصدامات الدامية مع تنظيم الإخوان أصدر حزب البعث  وشبيبة الثورة  توجيها لعناصره للتسجيل في كلية الشريعة الإسلامية في الجامعة السورية ، لكي يستخدمهم فيما بعد كأئمة مساجد تابعين له، وهكذا صار الرفيق الشبيبي العضو العامل في حزب البعث النازح عماد الدين الرشيد طالبا في الكلية الشرعية ثم خريجا منها بوصاية الحزب والشبيبة ومساعداتها المالية ، ومن ثم حصل على الماجستير والدكتوراه منها ( في الحديث وأصول الفقه)  ودرّس فيها حتى تسلم منصب نائب عميد الكلية للشؤون العلمية ( التدريسية ) أي نائبا للبوطي .. ولم يتناقض علمه ودرسه مع انتمائه الحزبي البعثي وخدمته للنظام العلماني ( فهذا هو عنوان الاعتدال بحسب منهجه) ، وقد نجا من كل عمليات التطهير التي تمت في سلك التعليم . وخاصة المتدينين . بل بالعكس كان دائما يحظى بدعم الحزب له لتسلم مناصب ومراتب أعلى ... برعاية أستاذه سعيد رمضان البوطي .
هناك طبعا فارق بين من يدرس الدين ويتعمق به بسبب ايمانه ، وكجزء من تدينه ، وبين من يدرسه من أجل الشهادة والوظيفة والمنصب السياسي كمهنة يعتاش منها ، فسلوكه في الحالة الثانية يكاد يكون منفصلا تماما عن علمه ( الا بحدود الشكليات والبرستيج )  وقضية البوطي وقبله كفتارو ومعه الباني وووو تعود لاستخدام النظام لمجموعة من ( العلماء ضعيفي الشعبية والنفوس ) غير الدمشقيين الذين لا يمكنهم الوصول لمناصب في تسلسل الفقهاء ورجال الدين من دون دعم النظام ... الذي يبادر لتلقفهم ودعمهم وتسليمهم المناصب والمنابر ، فيبقبلون يديه ويدعون له ، ويرتبطوا به برابطة زواج أرثوذكسي ويزاوجون بين الدين والعقيدة الاشتراكية القومية ، وبين عبادة الله والأب القائد ، وبين الصلاة على محمد ، وزيارة الضريح الخالد ... وهؤلاء لا يمكنهم مجرد التفكير بالتخلي عنه ... حتى عندما بدا أن الثورة ستنتصر حتما فهم لم يقطعوا الخيوط التي تربطهم به .
عماد الرشيد اختير عام 2005 من قبل الصهر آصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية مع عدد من الإسلاميين ( المعتدلين ) لتشكيل تنظيم سياسي اسلامي معتدل ، بناء على نصيحة مصرية للنظام بتصنيع معارضة ترضي مطالب الدول الغربية شكلا ومن دون مضمون ، وتوحي بوجود تعددية حزبية من دون الاضرار بسلطة البعث والقائد المطلقة ( وقد أدرج على جدول أعمال مؤتمر الحزب يومها اصدار قانون للأحزاب ، وهكذا إلتأم شمل منظومة من المتدينين والعلماء ( المرتبطين عضويا بالنظام ) لتشكيل تيار اسلامي ... عومل كتيار مشروع بالرغم من تأخير الترخيص له حتى عام 2011 بعد اندلاع الثورة ، حيث كان أول حزب ( معارض ) يمنح الترخيص ، لكنه قبل ذلك كان قد حصل على مقاعد في مجلس الشعب ( لاحظ هنا كلمة معارض ، فهي تنطبق أيضا على حزب العمل الشيوعي والاتحاد الإشتراكي العربي وحزب البي واي دي ووو من بقية أحزاب معارضة الداخل ، وأغلبها ضمن خيمة هيئة التنسيق ( مع النظام ) ... وهنا برز عماد الرشيد كزعيم سياسي له اتباع ومريدين في دمشق والجامعة وكان معه في التيار بدر جاموس ومحمد برمو وووو معاذ الخطيب الذي أظهر بعض التردد في الظهور العلني يومها . وقد حظي هذا التيار على مشاركة واسعة من قبل الطبقة الوسطى من المتدينين في دمشق وريفها ، والذين كانوا يبحثون عن بيت اسلامي يجمعهم ، بشرط أن يكون آمنا ولا يدخله رجال المخابرات فجرا . وهذا ما أمنه لهم عماد الدين الرشيد ، والبوطي ، والباني ، وكفتارو ... والقبيسيات وووو .
مع بداية الثورة يذكر عماد أنه اعتقل اثر عودته من الأردن لمدة أسابيع ... واعتقل أيضا معاذ الخطيب ولكنهما خرجا بعد فترة بسيطة ، وغادرا سوريا بشكل نظامي ، بعد أن بذلا جهودهما لتشكيل وفود الحوار مع النظام ... وعندما فشلت خطة النظام في الاستيعاب عن طريق وفود الحوار ، قرر المواجهة وأرسل عددا من عملائه للخارج لزرعهم في أجساد المعارضة ، التي بدا وكأنها تحصد شرعية دولية هائلة . لكن هؤلاء لا يملكون أي رصيد سياسي معارض ، بل على العكس هم من صلب النظام ومن أهم الوكلاء والجواسيس عنده ...
حاول الصهر آصف شوكت في ذلك الوقت أيضا تشكيل تيار ليبرالي مشابه ، وساعده في ذلك فراس طلاس الذي كان يريد ركوب حزب ليبرالي بديل عن حزب البعث الذي صار حمارا أعرج بنظر المنتفعين من السلطة والذين صاروا من كبار المستثمرين ولم تعد الإشتراكية مناسبة لهم ، وجندوا من أجل ذلك رهاب البيطار وشلتها التي أسست التجمع الديموقراطي الليبرالي في بهو فندق الشرياتون في دمشق ، وكذلك نبيل فياض والياس حلياني  ولؤي حسين وأبو علي حسين الذين أسسو التجمع العلماني الديموقراطي الليبرالي ( عدل ) بعلم واشراف مخابرات النظام ، والحزب الليبرالي ( الحر ) الذي أسسه سمير النشار النشار مع سبعة آخرين ، والذين لم يتعرضوا لأي منع أو قمع، بعكس التجمع الليبرالي الديموقراطي الذي منع من عقد مؤتمره التأسيسي في 5 آب 2005 لأن برنامجه السياسي معارض فعلا ، وساهم فيه عدد من ناشطي ربيع دمشق ، كجبر الشوفي ، وعادل درويش ، وكمال اللبواني ...  لكن هذه التجمعات المدفوعة من السلطة فشلت تماما في الظهور بصفة المعارضة بعد منع نشطاء ربيع دمشق من تأسيس تيار ليبرالي مشابه ، وهو ما فضحهم وعراهم بنظر الشعب والديبلوماسيين في السفارات الذين كانوا يتابعون هذا الموضوع بشغف نظرا لأهمية وحساسية كلمة ليبرالية عندهم ، لقد فشلوا جميعا  بسبب التشويش عليهم من ليبراليي ربيع دمشق الذين كانوا بالسجون وهم من حمل لواء الليبرالية الذي لم يستطع عدد من المأجورين انتزاعه منهم وتجييره لخدمة النظام الذي أجل موضوع البت بقانون الأحزاب ، في حين بقي التيار الاسلامي بقيادة الرشيد يعمل بشرعية غير معلنة من النظام .
خرج عماد الرشيد وبدر جاموس ومحمد برمو ومعاذ الخطيب كزعماء لتيار ديني معارض داخل سوريا لهم أتباعهم ومريديهم . وهكذا عندما لم يستوعبه المجلس الوطني الذي احتكر من قبل الإخوان وإعلان دمشق ، ساهم عماد بجدية في عملية اعادة هيكلة المجلس التي فشلت تماما ، ويومها تحرك عماد وقام بزيارة المجلس الوطني الليبي في بنغازي مع وفد من المعارضة السورية خارج المجلس الوطني ، زاروا المجلس الوطني الليبي في صيف عام 2012 الذي كان يرأسه مصطفى عبد الجليل ، والذي كان متحمسا جدا لدعم ثورة الشعب السوري ، وقرر في جلسة معهم أن يقدم الدعم بالسلاح والمال لثورة أشقائه ، ووعد بتقديم مليار دولار وفتح مخازن الجيش للتسليح المعارضة السورية ... أسرع الدكتور عماد لتسلم الدفعة الأولى وكانت 100 مليون دولار ، واستلمها في بنغازي وحينها طالبه المجلس الوطني بتسليمها له ، لكنه رفض بسبب خلافه معهم ومطالبته باعادة هيكلة المجلس ، فتصرف بالمال وفقا لمشيئته الخاصة وقد اعلن عن تسلمه 90 مليون دولار للكثير من اصدقائه الذين طلب دعمهم للوقوف بوجه المجلس ( أي ضب عشرة مليون سلفا ) فقد كان تقديره أنه لن يستطيع ابتلاع المبلغ كله ، ثم دعم تياره واشترى الكثير من الولاءات في الداخل حتى ذاع صيته كرجل فاعل وقائد في الثورة ، ولذلك عندما حضرت الوزيرة كلينتون لاستانبول لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا 2 بعد تونس خريف عام 2012 ، لم تجتمع مع المعارضين سوى بعماد الرشيد باجتماع خاص ومطول ...
قدم المجلس الوطني الليبي ما وعد به من سلاح ، والذي أشرفت على نقله هيئة حماية المدنيين بطائرات قطرية برئاسة نذير الحكيم وبحضور هيثم رحمة ، ويبدوا أن الهيئة استولت على بقية المبالغ التي وعد بها المجلس أيضا ، ولم يعلن سوى عن 20 مليون سلمت للمجلس الوطني مباشرة والتي اختلف المحاسبون في صرفها وشكلت لجان تدقيق لم تخرج بنتيجة ...
وبالفعل رشح اسم عماد الرشيد  كمؤسس للائتلاف بين المؤسيين الذي دعتهم المخابرات الأردنية نهاية عام 2012 لعمان ، وحضر ذلك الاجتماع التحضيري كل من أسامة الرفاعي ، رياض حجاب ، رياض سيف ، مصطفى الصباغ ، هيثم المالح ، عماد الدين الرشيد ، علي صدر الدين البيانوني ، كمال اللبواني ، وليد البني ، والذي وضعت فيه النسب والعدد المطلوب وسميت الأسماء وكانت بحدود 35 شخص فقط ( 10 عن المجلس الوطني خمسة منهم من القوى الثورية ) عشرة عن بقية الأحزاب (3 هيئة تنسيق 3 أحزاب كردية ، منبر ديموقراطي ، معا ، ... ) ، خمسة شخصيات وطنية ، خمسة مجالس محلية ، خمسة عن الهيئات المدنية : الكتاب رجال الأعمال الفنانين ...
في الدوحة بعد شهر تضاعف عدد المدعوين وتغير الاتفاق ، والملاحظ أنه لم يدع عماد بل استبدل بالخطيب ، وغاب اسمه تماما وانطفأ حسه ، بعد أن كان يبدو مرشحا قويا لرئاسة الائتلاف ، فاستبدله الأمريكان بمعاذ لأنهم كانوا يريدون وجها اسلاميا يقود المرحلة ويحشد الشارع الذي بدأ برفع شعارات اسلامية بشكل متصاعد وبشدة ، ولا يعرف سبب غضب الأمريكيين المفاجئ على عماد ، قيل يومها أن هناك تقرير استخباراتي خطير بحق عماد دفع بمعظم الدول الصديقة للثورة لوقف تعاملها معه ( هل هو يخص موضوع 100 مليون دولار ، أم يخص تواصله وعلاقاته السابقة مع النظام أم كليهما لا ندري بالضبط ومانزال نبحث عن معلومات موثوقة من داخل تيار عماد .... هنا برز جاموس و الصالح كممثلين عن تيار عماد في الائتلاف ، والذين تحالفوا مع الإخوان والصباغ وهيمنوا على الائتلاف . تسلم معاذ الرئاسة وتسلم الصالح اللجنة الاعلامية ، ثم تسلم جاموس الأمانة العامة خلفا للصباغ الذي خسر انتخابات رئاسة الائتلاف أمام الجربا بعد خيانة الاخوان له واتفاقهم مع السعودية ، لكن عماد وتياره سرعان مع أعادوا تحالفهم مع الجربا والإخوان وهجروا الصباغ ، وهكذا تعاون بدر والجربا والصالح وطيفور لدورتين على قيادة الائتلاف وصرف المبالغ التي دفعت له . وكان أول عمل له كأمين عام هو قيامه بقطع راتب ابن بلده التل زميله الدكتور وليد البني الذي كان يتقاضاه كسفير للائتلاف في هنغاريا ، وقدره 3 الاف دولار شهريا ، وسبب قطع راتب وليد هو كلامه الدائم عن تاريخ الجاسوس وعلاقاته المشبوهة ، فأراد بدر ضبط لسان وليد الذي قدم استقالته من الائتلاف الذي صار بيد الجواسيس كما ذكر يومها
كذلك تعاون بدر والجربا وطيفور على ادارة وحدة تنسيق الدعم برئاسة سهير ياتقبروني ، وحكومة أحمد بلاطعمة ... فقد صرف للائتلاف مبلغ لا يقل عن 100 مليون دولار من السعودية من أصل 400 وعد بها الأمير سلمان ولي العهد يومها والملك حاليا . واعترف الجربا فقط بخمسين مليون ، ولم يتم ختم حساباتها الا عندما انتهت فترة الجربا بعد دورتين حيث بقي يومها 12 مليون تقاسمها مع جاموس ، ورتبوا جدول مصروفات مخجل فيه وصول استلام بالملايين موقع عليها ( آبو علي ، أبو محمد ، .... ) حرصا على سرية العمل العسكري!!!!! من بينها مليون لأمير النصرة في الساحل مقابل وقف العمليات في اللاذقية.
في تلك الفترة عمل الصالح على زرع موظفيه في المكتب الاعلامي وبرواتب مذهلة ولم ينتجوا غير نشرة اخبارية تافهة  ، كما عمل الجاسوس على زرع موظفيه في الأمانة العامة ، وهكذا صارت الأمانة بإدارة المخابرات السورية التي تكتمت على موضوع الخطيب صاحب الاسم المستعار الذي انكشف أمره أخيرا كضفدع ، أدخله معاذ الخطيب للائتلاف بدلا عنه ... وغير ذلك من الأمور الخطيرة جدا ، بما فيها كل محاضر اجتماعات الائتلاف وبشكل خاص اللقاءات مع الديبلوماسيين ، والتي كان بدر حريصا على تدوين محضر لهذه الجلسات ، تمهيدا لإرساله للمخابرات السورية والروسية التي أمنت له جواز سفر روسي مولدوفي عام 2011 وقبل انشقاقه المزعوم مباشرة ...
أما وحدة تنسيق الدعم فقد وضع في حسابها عند تأسيسها 500 مليون دولار تم صرفها بما يرضي سهير وطيفور و بدر والجربا ... بعد أن قامت سهير بطرد الخبراء الدوليين الذين يراقبون الحسابات بحجة رواتبهم العالية .
وحكومة طعمة التي وصلها فقط في أول دفعة 50 مليون من قطر والتي صرفتها أيضا بما يرضي العبده ورمضان والجربا والسرميني والنحاس وكيلو ...
هذا ما جمع الجاموس على الرشيد ، فما هي علاقة قنصل فخري في مولدوفا مع نازح مدرس في كلية الشريعة ؟؟؟؟  وهذه صورة عما كان يجري في الائتلاف ومؤسسات المعارضة ، وعن الطريقة في استلام وصرف المال العام ، تلك المؤسسات الفاشلة الفاسدة التي لن نستغرب أبدا أن تدعوا لحوار النظام منذ ترأس معاذ عضو تيار الرشيد للائتلاف ، ثم أن تشارك بكل فعالية في جنيف وسوتشي والأستانة والرياض ، وتبارك كل المصالحات والهدن والترحيل القسري تباعا من القصير وحمص وصولا لجنوب دمشق والزبداني وداريا مرورا بحلب، وعودة للغوطة ودرعا ، وغدا ادلب ، ثم تزور أخيرا موسكوا وتلتقط الصور التذكارية مع قتلة أطفال سوريا هناك وهم مبتسمون راضون يتصافحون ... ولم يعد ينتظر منها سوى أن تحل محل أسماء الأسد في فراش (الأرمل بإذن الله)  بشار الأسد ابن المرجوم حافظ .
بكل أسف ومرارة نضطر لذكر تلك المعلومات ودراسة تلك الشخصيات كلما تذكرنا شهيدا أو مشوها أو حارة فقدناها ... نعم ما حصل لنا مسؤول عنه النظام ، لكن هذا النظام بثقافته وعملائه كان أيضا يقود المعارضة التي قادتنا للهزيمة وتسليمنا له ... لذلك نحن ننتظر من الشعب السوري وبشكل خاص من الخبراء والقانونيين التحرك العاجل لمحاسبة هؤلاء، على الجرائم التي ساهموا بها ، أو على الأقل محاسبتهم على الأموال العامة التي اختلسوها ، والتي يجب مطالبتهم بردها أصولا وعبر الدول ...
عماد اليوم يرأس جامعة في استانبول لها فروع في الداخل ، يقول أن بسمة قضماني مولتها ( وكيف لبسمة قضماني العلمانية أن تمول جامعة اسلامية؟؟؟ ) وما يزال يدرّس الدين والفقه ، ويلقي المحاضرات ويوظف الدكاترة كأي انسان شريف ليخرج الأجيال القادمة على شاكلته ... يمكن بسهولة وضع اليد على هذه المؤسسة التي هي ملك للشعب السوري .  وبدر أيضا يمتلك الشركات والعقارات التي ليس من الصعب الحجز عليها في الخارج ، وملاحقتهم وفقا للقانون الدولي ... فقط المطلوب تشكيل لجنة محاسبة تجمع الوثائق وتزور المسؤولين في تركيا وأوروبا والذين سيتعاونون معها بكل تأكيد ، لأنهم لا يستطيعون التستر على الفساد ...
لكن ماذا نفعل إذا كان الضحايا من الشعب السوري يسكتون عن حقوقهم . تحت مسميات وذرائع منها النظام ، ومنها عدم شق الصف ، وكله هراء لأننا هزمنا حتى العظم وضاعت دماء شهدائنا بسبب هذا وذاك من أزلام النظام الذين ينتظرون انتصاره ليعودوا غانمين لحظيرته ، ويحتفلوا معه بنصرهم على هذا الشعب الذي يظن أن العالم كله يتآمر عليه ، بينما من يتآمر عليه هم قياداته السياسية والعسكرية والدينية . أي خراب وأي بؤس ...
الأغلبية تحزن وتستعين بالله، والبعض النادر يتحمس ويهدد ويتوعد ، وهو يملك الكثير من المعلومات والأدلة ثم يصمت ويخرس ؟ لماذا ؟ لأنه يخشى المواجهة ويخشى أن يخسر صدقاتهم ، لأنه ما يزال يعمل بعقل انتهازي يقول ربما أحتاجهم يوما .
هذه الشخصيات القيادية تتمسك بالكراسي والمكاسب ولا تستقيل خوفا من المحاسبة ، بل تسعى جاهدة لاستبعاد كل نظيف شريف ، تسترا على جريمتها ، فالفساد هو السبب الرئيسي لتوليد الإستبداد ،  والاستبداد يغيب كل صوت ناقد وكل آلية للمحاسبة مما يشجع الفساد ، وهكذا يصبح الاستباد والفساد حلقة معيبة في النظام ، وكسر هذه الحلقة المعيبة يبدأ بفضح هذا الفساد ومحاسبته ... الثورة اليوم لا ينقذها إلا قول الحق والجهر به ، فلو جلس الشيطان على ألسنتنا لضربنا الله بسوط الذل والعار الذي نستحق، وعدنا للعيش في ظل أنظمة الفساد والاستبداد حتى يستبدلنا الله بقوم غيرنا لا يخافون بالحق لومة لائم .
المصدر : مركز الرصد والتوثيق 
0 تعليقات على " جرثومة الثورة الثنائي " عماد الدين الرشيد وبدر جاسوس " "

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المشاركات الشائعة