الأحد، 1 يوليو 2018

المـــؤامـــرة والدول الضامنة

المـــؤامـــرة والدول الضامنة

اعتقد الروس والامريكان وقبلهم تركيا وقطر وغيرهم من الدول الفاعلة في الملف السوري أنهم يسيطرون على مفاصل الثورة عبر شراء بعض المرتزقة من قادة الفصائل والمعارضة ، فبدأوا بالتأمر على الثورة والتخطيط لانهائها عبر مناطق خفض التصعيد ،والانقضاض عليها منطقة تلو الاخرى .
بعد داريا والمعضمية والغوطة والقلمون  وريف حمص جاء الدور على درعا .

حيث اتفق الامريكان والروس على تسليم الجنوب للنظام مقابل تعهد الروس باخراج ايران عسكريا من سوريا ، لذلك نجد امريكا تملصت كضامن لمنطقة التصعيد في درعا وتركت اهلها لمواجهة مصيرهم وضغطت على الاردن من اجل اغلاق حدوده في وجه الهاربين من القصف والموت .
حتى الاردن تفاجئ من الغاء هذا الاتفاق لان اللعبة لعبة كبار ومصالح والاردن لا يرقى لهذا المستوى فهو مجرد اداة .
بالمقابل هناك اتفاق على تسليم ادلب ايضا وتركيا ستتنصل من الاتفاق كما تنصلت امريكا ، لان تركيا حققت ما تريد من اهداف كانت تقلق مضجعها في الشمال السوري وبعد فوز اردوغان على خصومه في الانتخابات .
لذلك بعد درعا سيتم تسليم الشمال بموافقة تركيا او رغما عنها لان العدو الروسي والايراني والاسدي ليس لهم عهود او مواثيق
ومن المفترض ان يلتقي في هلسنكي في السادس عشر من هذا الشهر الرئيسان الروسي والامريكي لتوقيع هذا الاتفاق

لكن الروس وقعوا بخطأ قاتل قلب الطاولة عليهم وعلى الامريكان وهذا الخطأ كان بلقاء وفد التفاوض في بصر الشام وليس في الاردن .
لو تم هذا اللقاء في الاردن كان يمكن لبعض القادة ان يوافقوا على التسليم وهذا متوقع ، ولكن في الداخل كان جميع القادة ينظرون لبعضهم ولم يتجرأ احد منهم على الموافقة لانه يعرف مصيره في ظل الهيجان الشعبي والحملة التي قام بها اهل حوران ضد الضفادع ما جعل القادة يتكلمون على قلب رجل واحد ويخروا بموقف رافض للتفاوض والتسليم وهذا الموقف رفع معنويات الثوار وجعلهم يستعيدون كل المواقع التي خسروها في الايام الماضية .
والان لو ان الشمال يعي هذا الكلام ويفتح معارك في الساحل و ريف حماه وحلب لقلبت الطاولة ليس على رأس امريكا وروسيا فحسب بل على رأس الامم المتحدة و.....
يجب ان نعلم ان الدول الضامنه هي ضامنه لمصالحها وليست ضامنه لمصالح الثورة والشعب السوري .
في السادس عشر من هذا الشهر سيلتقي بوتين بترمب مطأطأ راسه لانه لم يستطيع حسم معركة الجنوب بعد الضوء الاخضر الامريكي ولانه لن يستطيع اخراج ايران عسكريا في سوريا .
مع الاشارة لتخبط هيئة المفاوضات في مواقفها وتصريحاتها لانها حاجة دولية وليست ممثلة للثورة السورية .

ابو احمد الحمصي - الاستحقاق
0 تعليقات على " المـــؤامـــرة والدول الضامنة "

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المشاركات الشائعة